قصة\ عم أبتكار

عم ابتكار يدعى أبو حسين
رجل ريفى بسيط من أسرة فقيرة يفطن فى نجع من نجوع قرى أرياف الصعيد لا يمتلك عدا منزل صغير مساحته لا تعدوا الستة وثلاثون متر مربع لديه دستة صبيان وبنات وأمهم تدعى سعاد والنجع الذى يفطنون به نجع صغير حتى منازلهم جميعاً
ونوعاً ما تجد الشوارع التى بداخل النجع ضيقه لا تعدو المترين يكسوها قش قصب السكر لعدم سعة المنازل .
كل من يملك حماراً منهم يتركه خارج المنزل لكى يتعايش به أو يستعمله للذهاب فى مكان ما أو يذهب به لعمل الفاعل لدى أصحاب الأراضى الزراعية
صفات عم ابتكار
عندما تتحدث مع عم ابتكار قد تلمس بداخله روح السعادة والرضا عن النفس ولن تشعر أبداً بأنه غويط بداخله اللى فى قلبه على لسانه تكسوه البهجة والبساطة وروح المرح والفكاهة وتشعر بأنه لا يفقه شيئاً من الأشياء سوى الفطرة التى يتعامل بها علماً بأنه لا يمتلك شيئاً من الأشياء المعيشية .
عم ابتكار والدهب المضروب
عم ابتكار تصدى لكدمات الفقر والزمن واحضر ميكنة لخرط النحاس وكون فريقاً للعمل لديه بعد تنفيذ أول عملية .
هذا الفريق يقوم بجلب الضحايا ليست بطريقة مباشرة تعارف على ود وصداقة حتى تنتهى صداقتهم بعد أن يتم التعامل مع عم ابتكار .
من هم الضحايا
هم الطامعون فى الفرص الذهبية التى نوعا ما عصافير أحلامهم ترفرف وتصوصو بداخلهم وتوشوش أذهانهم بها ..
فعندما يتقابلون مع عم ابتكار يظنون حلمهم قد تحقق وهو كصياد ماهر عندما يرى الطامع يأخذه بالأحضان أنا قالوا لى عليك ووصفوك ليا فعلاً ما كذبوش اتفضل جوه اتفضل البيت بيتك وانت من البلد كذا وانتم ناس عرب وناسنا وولاد عمنا اتفضل يا راجل اتفضل .
ثم ينده عم ابتكار يا وليه انتى يا وليه قوام حضرى الطبلية ناكل لقمة قوام قوام قبل الشاى .
ثم يقول الطامع لا شكراً ، ثم عم ابتكار يحلف اليمين أمال كيف انتم ناس بيقولوا عليكم عرب واحنا ناس نعرف الأصول ومقامات الناس إكويس ثم أنت مش غريب احنا حانطقش باضات على طمطامة كده وحتة مش بس إيه ثم يطلع 3 سجاير فلت من سيالة الجلابية حاجة على القد .
نوع العمل الذى ابتكره عم ابتكار
هو ضرب الذبون فى النحاس على أساس أنه ذهب فرعون عيار 24 ، بساطة وهدوء عم ابتكار ومنزلة المتواضع الملئ بهباب لنب الجاز يسهل له كثيراً فى إقناع الطامع دون أن يلقى أى اهتمام بالطامع من حيث أنه عجول فى موضوع البيع بل يسرح أمامه نوعاً ما ويوضح للطامع عم ابتكار قصة عثورة على زلعة البلاص التى وجد بها سبعة كيلو ذهب وربع التى عثر عليها أثناء عملية فلاحة الأرض بالمحراث وبعد أن أكلوا واحضرت زوجته الشاى وجد سجارة واحدة لديه ، الطامع أقام باخراج علبته قال له عم ابتكار لا والله هذا عار علينا انت عندنا هنا احنا غلابة آه بس من جوانا مش قليلين روح ياد يا أحمد هات لنا ستة سجاير كمان واهه التنين جينه من عمك أبو بركة البقال يلا انت ما جيتيش حاضر يابا
وانتى يام أم حسين هاتى الذلعة من تحت ساس الحيط افحتى وطلاعيها
أم حسين ترد قائلة لكن يا بو حسين
يرد عم ابتكار قائلاً لا لكن ولا ما لكنش جاكى قينش تتعلقى عليه ميتة يا بعيدة مش هو أنا راجل البيت ده وليا نظرة فى اللى يستاهل نتعامل معاه ولا له يلا فذى أم حسين ترد قائلة حاضر يا أبو حسين واللى على الله يكون أم حسين احضرت الذلعة المصنوعة من الشقاف المحروق وعليها رموز هيروغليفى وبها كسر ملذق بالألاباستر وبداخلها نحاس عبارة عن حبات صغيرة لا تتعدى حجم حبات القمح التى قد قام بخرطة بماكينة الخراطة .
عم ابتكار يرد قائلاً على الطامع أهيه ساعدتك يا باشا ما عليهش هى اتكسرت الله ينعل أبو سعايتها بسكينة الجرار لما نقبها من الأرض وانا براه براه قولت لسواق المحراث أحدث الحتة الناشفة دى اللى ليها مئات السنين ما تحراتيتش عشان دى سيادتك أرض ظلطية وفوقيها سنطة مزروعة من زمان جنب الساقية وماكانش أى بتاع محراث قادر يلحقها أو يطول حرثها
يرد الطامع قائلاً ... آه ويهز رأسه وهو ماسك الذلعة ما بين ايديه ينظر لها بعينية وهو مندهش
يرد عم ابتكار قائلاً بس والحمد لله اللى ابتاع الجرار ما شفهاش وأنا ماكنتش عارفها إلا لما خرت البتاع لصفرده اللى فيها وكان حضرتك ملفوف فى ورقة كدة مرسومة قديمة خالص طلعتها وراميتها .
الطامع يخرب مطنك راميتها فين دى ورقة بردى قديمة وسعرها غالى عم ابتكار يلا العيال هنا لعبو بيها وبعدين مش عارف ودوها فين لكن يلا كل واحد ياخد نصيبه الرزق مش غصب.
سعاد زوجة عم ابتكار تشارك فى الحديث وهى قاعدة على الأرض داخل المنزل المتواضع وهى جالسة جلسة القرفصاء ولديها حتة عصاية صغيرة حجم قلم الجاف وتخطط بها على الأرض وترد قائلة ... آه أمانة الرزق مش غصب ووالله احنا قابل ما نلقاها دى كنا عايشين مبسوطين من يوم ما لقيناها والكوابيس ياخيه ما عايزة اتفارقنا يا شيخ لكن رزق أهو وجالنا حانعملوا إيه .
وهى تبدوا عليها السزاجة والكد والشقاء بالثوب القديم الأسود والشعر الشائب وتبدوا شخصيتها خام تماماً بالفطرة وهى تذكر دائماً فى الحديث اسم الله وعم ابتكار يبدأ فى الأذكار.
ثم يلتفت الطامع مع على الحائط المبنى من الطوب اللبنى والمسود تماماً أنه قديم ويكسوه هفو لنبة الجاز ومعلقة عليه سجادة الصلاة البلاستيك ثم يستأذن عم ابتكار ويأتى بعلبة ماء لكى يتطهر استعداداً للصلاة ثم ينهى صلاته بكل خشوع ويحمد الله على صبرة طول عناء الأيام الماضية وايده لا تمد إلى الحرام حيث أنه عدى الستون عاماً هو وزوجته سعاد فيحمد الله على رزقه بعد أن خلف هذه الأولاد والبنات وهذا رزقهم الذى أرسله الله لهم قبل مقابلته وفقره كان لا يعدهما إلا مخافته من الحرام .
بدء عم ابتكار بإعطاء العينة الذهب للطامع لكى يذهب بها لأية جواهرجى ثم بقول للطامع عليك بأخذ العينة من الذلعة بعد تقليبها لكى تتأكد تماماً فبعد ما أخذ العينة الطامع وهى نحاس ثم يلتفت عم ابتكار يميناً ويساراً ثم يحلف يمين على الطامع بأن يقفل كيسه بنفسه وهو الكيس الذى كان داخل الذله الذى يوجد به الذهب وهو نحاس بعد ان ياخذ من الطامع العينه النحاسيه التى أختارها لكى يقوم بتبديلها بالذهب الحقيقى لكى يقوم الطامع بتحليلها ويكتسب ثقه عم أبتكار
ثم يعود الطامع ويشترى الذهب ليفاجئ بعدها الطامع أنه تعرض لعملية نصب وهذا ليست ذهب .لدرجه وصل الامر مع بعض الطامعون نظرا فى اعتقاده بهم بعد ان يشترى ويجده نحاس يأتى مره ثانيه ويشترى لأنه يعلم جيدا بأن الفراعنه كانوا يضعون تبر نحاسيا بدلا من الدهب لتمويه اللصوص فى العصر الفرعونى
لذا فيقوم النصاب بتمويهه تحت ستارأنه تمويه من قبل الفراعنه وسوف تجد الدهب الاصلى فى المره الثانيه أو يطلب الطامع مقابله الست الحاجه الكبيره نفها نظرا فى الثقه بها.
وعاد الطامع بعدها لكى يقابل عم ابتكار لم يجده بالمنزل وكل ما يتردد على المنزل يجده مغلق
وانتشر موضوع حرب الدهب بالنجع بأكمله عدا أقلية وتمكنوا بضرب أكثر من خمسمائة شخص بمحافظة الأقصر وضواحيها منهم مقاولين وأطباء ومهندسين حتى بلغ بهم الأمر بالنصب على لواء شرطة .
عندما سمعت القرى المجاورة بدء البعض منهم بالنصب أيضاً .
حاولت الحكومة فى بداية الأمر وكان عندما يبلغ عليهم إيه ضحية كانوا يأتون ولن يجدوا أحد حتى بلغ الأمر بهم بالتعدى على ضابط شرطة عندما دخل النجع وهو مرتدياً جلابية فعند اكتشاف أمره قد قامت بعض النسوان بضربه .
خاصة أهل هذا النجع تغلبهم الهمجية وعدم النظافة فى ملابسهم الذين يرتدونها وهم أشبه بالعامية الذين كانوا شبه عراة فى فترة الدولة الفاطمية أو أشبه بالحرافيش وهم يمسكون بأيديهم شوم .
فعندما احترص أهالى الأقصر حولوا نشاطهم إلى الوجه البحرى حيث يستلقطون أرقام تليفونات محمول ويتحدثون معهم بنفس بساطة عم ابتكار ومنهم من يقول للضحية يمكنك أن تتحدث مع أمى الحاجة بعد ساعتين وتتحدث معهم الحاجة بالفعل فى التليفون والحاجة يبلغ عمرها ثمانون عاماً وتقول للضحية استر علينا يا ابنى وهذا سر لا تفشيه لأحد
" لماذا أطلق اسم ابتكار على عم ابتكار "
عندما سأله بعض الأشخاص وهو يتأمل فى شخصيته وكرمه أصابه بعض الشك بأن يسأل عمه أبو حسين هل هذا حرام أم حلال رد عليه قائلاً كيف يا ابنى هذا ابتكار ده ابتكار .
فى أثناء ما كان عم ابتكار يعمل الشاى له ثم ردت عليه زوجته سعاد لا يا ابنى حرام كيف بس ذى ما قلك عمك أبو حسين عمك أبو حسين واعى تمام وراجل فاهم وهى تزوق فى الحديث عمك كويس وخليك معاه
فعندما خرج هذا الشخص تحدث وسط الشباب عن أبو حسين وما قاله له فكان حديثاً مسيراً للضحك والفكاهة هاها هاها أبو حسين قاعد فى البيت بيبتكر ما تاجوا نبتكروا زيوا طالما ابتكار. والابتكار مش حرام هاها هاها .
ثم أطلقوا على البيوت المهجورة التى يقابلون بها الضحايا باسم المطارات كل نصاب وله كذا مطار وسط زرع القصب والجبل وهكذا وعندما يأتى الضحية يطلب أن يرى الحاجة التى كلمته سابقاً فى التليفون ثم يجلبون له الحاجة ويقوم بتقبيل إيدها ويشكرها وهى تجلب بالإيجار فى كل موضوع لها نسبة ثم تقول الحاجة للضحية استرنا يا ابنى الله يسترك وما حدش يعرف الموضوع ده غيرك وده رزقى ورزق أولادى وانت واحد منهم حسب الأمانة يرد الزبون قائلاً لا يا ماما الحاجة أن أفديكى بعنيا والله
حتى بلغ الأمر بضحية من أحد الضحايا الذى أخطره الأمر بعد أن صعبت عليه نفسه أن يفكر فى فخ لعم ابتكار كى يقبض عليه من قبل الحكومة .
بنقود مضروبة وأبلغ عنه الشرطة بعد تسجيل له بأنه يبيع الذهب نصباً وهذا الفخ كانت الحكومة على علم به .
وكان الفخ مدبراً على أساس بعد خروج الضحية بدقيقة واحدة أن يكون لديه ميعاد مع ضحية أخرى وفى أثناء الفخ عينة الذهب أتت حملة مترجلاً على الأقدام والحقوا به متلبساًَ بتزوير الذهب والنقود فبعد أن تم القبض على عم ابتكار قد سأله الضابط بالمكتب أنت بقى عم ابتكار آه قاعد وعمال تبتكر آه أبقى بقى يا أخويا ورينا ابتكار يطلعك عن البلوة السودة دى أما عن باقى العصابة فقد تم القبض عليهم جميعها بعد أن استغلوا الحاجة التى تعمل كانت معاهم بالأجر عملت كمرشدة لدى الحكومة حتى تمكنت الحكومة بمحاوطة القصب الذين يفرون فيه دائماً مما دفع أفراد العصابة بالصعود فوق منازلهم لمقاومة الحكومة وتبادلوا الأعيرة النارية فيما بينهم إلى أن أتت القوات الخاصة والتفت حول النجع بأكمله وتم القبض عليهم بعد مصرع أغلبية العصابة وثلاثة عساكر ووجدوا بالقصب خنادق لهم وبيوت للنصب .
وآدى الناس عماله تتحادق
مين الكداب ؟ مين الصادق ؟
تخاف السكر يغشوه لك
تدووق طعمه تلاقيه حادق

وابتكار عمال أذكار
ليه أستحل النصب كار
وعدة نصبه صلاه واذكار
وبدل الشوم شالوا بنادق

وآدى الناس عماله تتحادق
مين الكداب ؟ مين الصادق ؟
تخاف السكر يغشوه لك
تدوق طعمه تلاقيه حادق

أبعت يلا قوام حواله
حبعت لك م الدهب شواله
وآدى الطماع خسر أمواله
كان نفسه يملك فنادق
وآدى الناس عماله تتحادق
مين الكداب ؟ مين الصادق ؟
تخاف السكر يغشوه لك
تدوق طعمه تلاقيه حادق

ياللى جنيهك مالهوش اهل
كيف نصبوا عليك يا ابوجهل
ده ابتكار الساذج السهل
يحفر فى القصب خنادق

وىدى الناس عماله تتحادق
مين الكداب ؟ مين الصادق ؟
تخاف السكر يغشوه لك
تدووق طعمه تلاقيه حادق

الناس عاشت مع الديابه
من كتر يابا ما بقيوا غلابه
شوف البشر شوف الكلابه
نسييت أن الله الرازاق
ليه الكدب بقى فينا لاذق
وآدى الناس عماله تتحادق
**************
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام
قلم/حجازى يونس عمارى
01205566943